wrapper

الخميس 02 ماي 2024

مختصرات :

  نرجس عمران ـ سورية

 

رن ..رن ... رن  .. إنه صوت منبه حسام لقد أصبحت الساعة السادسة صباحا وحان الان موعد استيقاظه  كي لا يتأخر في الذهاب إلى المدرسة ، نهض حسام  من فراشه نظر إلى المنبه وقال باستياء:  .. رن.. رن... رن

 

كل صباح  ... رن....رن .. توقظني مرعوبا رن ..رن ..رن ..اصمت أيها المنبه المزعج  سأنهض الأن

ثم نهض وأمسك المنبه وأسكت صوت بتوتر  نظر حسام من النافذة ، الصقيع يملأ المكان والأشجارالمحيطة بمنزله تبدو كما لوأنها لوحة صامتة رمادية لا حياة فيها ، وقبل أن يبتعد بنظره ، رأى عصفورا صغيرا على حافة النافذة نظر إليه باستغراب ، فتح  النافذة بهدوء كي لا يوقظه فلقد اعتقد قائلا : ترى ماذا يفعل هذا العصفور هنا ؟ ! هل هو  نائم  ؟! هل هو متجمد ؟! هل هو .... 

ولكن العصفور لم يبدي أية حركةٍ لحظة اقترب حسام منه وأدخله إلى داخل الغرفة

بدا كما لو ميت منظره مؤسف للغاية  لذلك اغرورقت عيون  حسام بالدموع من حزنه على العصفور المسكين ، قال له  حسام : كم أنت مسكين أيها العصفور ؟

  بالتأكيد السبب هو  الصقيع ،

كم أنا أسف لأجلك ؟! وراح حسام ينفخ عليه هواء ساخنا من صدره ، ويلفه بكلتا  كفيه لعله يعطيه بعض الدفء،  لكن العصفور للأسف  لم يتجاوب مع حسام أبدا ، وضع  حسام العصفور على المنضدة بجوار السرير بعد أن جعل شاله الصوفي غطاء وشرشفا للعصفور ،

ثم نظر إلى المنبه وقال له  :  إنها المرة الأولى التي أتمنى لو أن رنينك كان أبكر ليتك أيها المنبه أيقظتني في وقت أبكر،  لربما كنت ساعدت ذلك  العصفور المسكين قبل أن يتجمد كليا ويفارق الحياة ، ليتك فعلتها أيها المنبه وأيقظتني باكرا وباكرا جدا.

وإذا بإم حسام  تناديه هيا يا حسام لقد تأخرت عن المدرسة ، أسرع حسام دخل الحمام وغسل وجهه وارتدى لباسه المدرسي  وهو يخاطب العصفور قائلا: الأن سأتركك وحيدا أيها المسكين لكن هنا لن تبرد أبدا وذهب مسرعا إلى المدرسة .

كان الجو باردا جدا حتى أن أذني حسام قد أصبحتا حمراويين من شدة البرد

قالت له المعلمةماذا بك  يا حسام ؟

لماذا أنت شارد حزين محمر الوجه هكذا؟

هل أنت مريض ؟

أجابها حسام  بصوت هادئ حزين : لا أبدا أنا لست مريضا .

قالت له : حمد لله إذا هيا  ضع شالك الصوفي  على رأسك وأذنيك قبل أن تمرض الجو بارد جدا

فقال لها حسام : لم أحضر الشال معي يا معلمتي .

سالته المعلمة : لكن لماذا ؟ والجو بارد اليوم

أجابها حسام : لقد وجدت عصفورا مجمدا من الصقيع لذلك أعطيته شالي عله يحس بالدفء

قالت المعلمة بفخركم أنت نبيل يا حسام ؟

كي تفضل العصفور عن نفسك  وتعطيه شالك ، لكن يا حسام ، أين هو العصفورالأن ؟

أجابها حسام : إنه في البيت

قالت المعلمة  : إذا البيت دافءٌ يا حسام وليس باردا كما في الجو خارجا  لن يبرد العصفور داخل المنزل وأنت من سيبرد ويمرض لكنك خرجت خارج المنزل .

لذلك في المرة المقبلة احتفظ بالشال لنفسك

وإذا كنت تريد مساعدة العصفور حقا بوسعك أن تغطيه بقطعة قماش أخرى

قال حسامنعم معلمتي سأفعل لكني حزنت جدا على العصفور لقد مات بردا،  واغرورقت عيني حسام بالدموع من جديد

اقتربت المعلمة من حسام وقالت : هيا يا صغاري يستحق حسام الطيب صقفة طليعية لأنه طيب ويحب مساعدة الأخرين الإنسان والحيوان أيضا   

صفق التلاميذ لحسام  بحرارة .

ابتسم حسام والمعلمة تمسح دموعه قائلة لهليتك تعود لتجد العصفور بانتظارك،

الحنان والحب يعطي دفئا كبيرا وحياة جديدة لا تيأس أبدا يا حسام

قال حسام : نعم لن أيأس  أبدا .

انتهى اليوم الدراسي  وعاد حسام إلى البيت مسرعا دخل غرفته اقترب من المنضدة أزاح المنبه قائلا له : ابتعد أيها المزعج ليتك ترن بالوقت المناسب

اقترب بهدوء من العصفور أزاح الشال عنه وهو يتذكر كلام معلمته

(الحب والحنان يعطي روحا جديدة  وحياة جديدة ) وهو يقول : يا الله

وبكل لطف ورقة وهدوء مسح  بإصبعه  على رأس العصفورالذي حرك ساقته حركة بسيطة

إعتقد حسام أنه واهم أو أنه يتخيل ، فأعاد الحركة مرة أخرى حقا لقد حرك العصفور جناحه بهدوء ،  يا إلهي صرخ حسام إنه حي!!!  لم يمت الحمد لله

وأسرع إلى المطبخ وأحضر له الماء والخبز المبلل بالماء أيضا

وأسقط بضع قطرات من الماء على منقار العصفور ، وضمه أكثر ودفئه أكثر ، حقا إن سعادة حسام كانت لاتوصف حين بدأ العصفور يتحسن ويتحرك  أكثر ،

حاول حسام  في المساء وضع الطعام في فم العصفورالذي بدأ يتجاوب مع حسام قليلاويفتح فمه ،

وفي صباح اليوم التالي

رن.. رن ... رن... استقيظ حسام  بسرعة ونظر إلى العصفور كم أسعده بأنه كان واقفا على قدميه !! لكنه سرعان ما سقط  

قال له حسام : انتظر حتى تصبح أقوى يا عصفوري ، لن أحبسك أبدا لاعليك، ولكني سوف  لن أدعك تطير قبل الشفاء التام  ، ولفه مجددا لكن بقطعة قماش أخرى وارتدى شاله وذهب إلى المدرسة ، وعندما دخلت  المعلمة قال لها حسام : فعلا معلمتي الحب و الحنان والدف ء يخلق  روحا جديدة لقد عادت الروح إلى العصفور لكنه مازال مريضا .  

قالت له المعلمة : حسنا ارعاه واعتني به وسيتحسن بكل تأكيد

قال حسام فرحانعم طبعا سأفعل

وعند الظهيرة بدأ العصفور يزقزق  ويستطيع الوقوف فترة أطول على ساقيه ويأكل بعض مايقدمه له حسام . نظر إليه حسام وقال له : أعرف أنك اشتقت للطبيعة ، كلنا نحب الحرية عدني أنك ستتعافى غدا  وأعدك أن أطلق  سراحك غدا إنشالله  ،  زقزق العصفور بهدوءٍ فقال له حسام ضاحكا : حسنا سأعتبر أنك وعدتني أيها العصفور .

في صباح اليوم التالي استيقظ حسام على زقزقة العصفور سُرّ كثيرا إنه صوت لطيف وعذب نظرإلى المنبه وقال له : ليس مثل صوتك الخشن

.. رن ...رن ...بكل إزعاج .... 

ولكن لماذا لم ترن اليوم أيها المنبه ؟! ماذا أصابك  ؟

أوه لقد تعطل المنبه إن عقاربه لاتمشي ، من سيوقظني غدا ؟

قال حسام  بكل أسف وهو ينظر إلى العصفور لكن لا بأس يا عصفوري ، أنا فرحت حقا لأنك تعافيت وسأفي بوعدي وأطلق سراحك أتمنى أن تعود لزيارتي قريبا ، وفتح له النافذة  وقال له

إلى اللقاء أيها العذب ... 

وتابع حسام يومه بكل براءة وفرح ، وقبل  أن ينام تذكر أن المنبه  معطل  فذهب إلى أمه وقال لهاأيقظيني صباحا لو سمحتِ يا أمي كي لا أتاخرعن المدرسة  فالمنبه معطل ،

أجابته أمه حسنا يا صغيري تصبح على خير

وفي صباح اليوم التالي عندما جاءت الأم لتوقظ حسام ، تفاجأت حين وجدت حسام مستيقظا يقف أمام النافذة  ينظر منها للخارج ،

قالت لهصباح الخير يا حسام

لقد استيقظت ها أنت أصبحت شابا ولست بحاجة الى أمك كي توقظك ولا إلى المنبه أيضا

فقال لها حسام : لا يا أمي لم أستيقظ من تلقاء نفسي لقد ايقظني صديقي.

فقالت له الأم مستغربةصديقك ؟

من هو صديقك ؟! لم يأتي  أحد لزيارتك اليوم

فقال حسام : صديقي العصفور إنظري أين هو ؟

لقد استيقظتُ على صوت زقزقته اللطيف صباحا

كم هو وفي؟إنه يبادلني المعروف يا أمي . قالت الأم  : نعم يا بني ، علينا أن نفعل الخير والأفياء فقط يحفظونه  ولا ينسونه أبدا

   

***

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصر ي الكلمة الحرة و العدل:

ـ لتحميل ملحق "الفيصلالشهري   عددد 7 وفق تطبيق البي دي آف  إضغط على الرابط التالي أو أعمل قص / ثم لصق على محرك البحث:

<a href="https://www.fichier-pdf.fr/2019/05/30/------2019/">Fichier PDF « ملحق الفيصل الشهري  ماي  2019».pdf</a>

Pour télécharger le supplément  mensuel de "elfaycal.com" numéro 7 en format PDF, cliquez sur ce lien

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على السبت, 08 حزيران/يونيو 2019

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :